هناك حفرة … هناك حفرة كبيرة و عميقة وقع فيها الكثير من الثلاميذ
كتخرج عليهم فالمراجعة… كتعطلهوم باش يفهموا الدروس…
و المشكلة أنهم لا يشعرون أنهم وقعوا فيها … و غاصو … و غبروا
—> إليك أفكار من ذهب من أجل الخروج منها بسرعة ….
هذه الأيام تأتيني بعض الأسئلة الغريبة … ليست من النوع العادي ….
تلميذ مؤخرا ارسل لي ايميل يقول فيه : ” أستاد المغاري كما تعلم اني قد حصلت على معدل سيء في الامتحان الجهوي و قد كررت الباكالوريا مرتين …و الأن نحن في شهر فبراير و مارس … هل تبقى لي بعض الوقت من أجل المراجعة ؟؟
هل تبقى الوقت من أجل فهم دروس الرياضيات لامتحانات الباكلوريا ؟
هل تبقى الوقت من أجل التمكن من حل تمارين الفيزياء و الكيمياء ؟
هل أستطيع مراجعة جميع المواد ؟ ”
هدا النوع من الأسئلة عندما يأتيني أسبوع قبل الامتحان الوطني أو حتى قبل شهر …
عادي … لا غبار عليه …عندما يأتي في أواخر ماي و أبريل …
لكن المصيبة مع مرور الوقت … اصبح يأتيني هذا السؤال في مارس …
في يناير … بل جائني مرة في أكتوبر : هل تبقى يا أستاذ الوقت من أجل مراجعة الرياضيات و الاستعداد للباكلوريا 2016 ؟
و توصلت بنفس السؤال مرات لا تعد و لا تحصى على صفحة الفايسبوك ….
هل تبقى الوقت ؟
مباشرة بعد أن قرأت السؤال تذكرت فيلم كنت قد شاهدته قديما في سنة 2003- 2002 …. اسمه BRICE DE NICE
رغم انه قديم و لكن فكرته رائعة جداا …. هو عبارة من فيلم كوميديا ساخرة فرنسية
جيد في الاخراج …
القصة تدور حول راكب أمواج أسمه BRICE …. يعني Surfeur
من النوع الهاوي لهذه الرياضة و لديه كل الصفات
التي يعرف بها ممارسو رياضة الركوب على الأمواج ..
الشعر الأصفر و البنية الجسدية القوية، الابتسامة الجذابة … المهم من كل الجهات …
و هو دائما يرتدي اللباس الأصفر و مرسوم عليه لوح تزلج …
يستفيق كل صباح و يقوم بتنظيف أسنانه و يتناول فطوره
و يشاهد فلم Bad Boys المليء بالمشاهد القتالية
حتى يتحفز جيدا للعمل و بعد ذلك يختار من ملابسه
المتكونة من نفس النوع : قميص أصفر و “شورط” أسود …
بعد ذلك يأخذ لوح التزلج و ينظفه جيدا بمواد التنظيف اللامعة ختى يبدو لامعا ..
ثم بعد ذلك يذهب بطلنا الى شاطىء Nice و هي منطقة ساحرة في جنوب فرنسا
يذهب الى الشاطئ … ثم فجأة يقف مع لوح تزلجه بدون حراك مع ابتسامته المضحكة …
ثم يأتي عنده طفل صغير و يقول له ماذا تنتظر ؟
يقول له أنتظر “الموجة” ….
أنتظر “الموجة” …
أنتظر “الموجة” الكبيرة – تلك التي طولها 17 مترا و تستمر على مسافة 100 متر.
يقول له الطفل : ” اااه هذا أمر رائع … إنه مدهش … هل توجد هذه الموجة حقا ؟ ..
و لكن أنا فقط لدي أسبوع في العطلة المدرسية يجب أن أذهب لأتزلج قليلا ”
و يذهب الطفل الى الاستمتاع … بركوب الامواج …
و يبقى BRICE في مكانه … محافظا على الابتسامة الخلابة …
في الصباح لا شيء … في الظهيرة لا أثر للموجة …
و أثناء غروب الشمس يعود الى منزله من أجل الاسترخاء …
و يعيد نفس السناريو كل يوم
يستيقظ تم يرتدي الملابس المعتادة – قميص أصفر و “شورت ” أسود ..
يشاهد الفلم و ينظف اللوح جيدا و يقف ثانية في الشاطئ
و في نفس المكان و ينتظر الموجة …
حتى أثناء غروب الشمس…
ثم يعود الى المنزل و ينتظر حتى يعيد نفس السيناريو ثانية …..
ماذا ينتظر ؟ إنه ينتظر الموجة …. ينتظر موجته …
الموجة التى قد لا تأتي إلا مرة كل 10 سنوات فيNICE ….
الفلم فيه العديد من الأحداث المثيرة …
و التي سوف تأدي الى تغيير طريقة تفكير BRICE
في الأخير ….
الشيء الذي أدهشني هو طريقة التفكير التي كان يتمتع بها ..” عقلية الانتظار ” ...
ينتظر الظروف الواتية … ينتظر الموجة الخرافية …. ينتظر الطريقة السحرية للمراجعة بدون حفظ أي شيء …
ينتظر سقوط الالهام من السماء …
ينتظر أن يرتاح دماغه كليا ليبدأ المراجعة …
ينتظر و ينتظر وينتظر …
مازال هناك وقت … ماذا أنتظر ؟ … ماذا تنتظر أنت (ي) لتبدأ ؟ …
تنتظر مثلا باراك أوباما، رئيس الولايات المتحدة من أجل أن يرسل لك رسالة مكتوب فيها :
Dear Mohamed
Hi .. My name is Barak Ossama Obama
The president of the United State of America U.S.A
And I really wanted to write you this letter to encourage you to get your bacalaureat .
I really appreciate you to make some efforts and take some actions to have that bacalaureat
signed :
His Highness President Barack Obama
أو مثلا جالس في المقهى و تنتظر البرق …
أن يضرب من السماء … و يضربك في رأسك
و يقول لك أنت من الغد سوف تبدأ في فهم الفيزياء و الرياضيات و كل شيء.
لا … لا … قطعا لا …
هل في نظرك هذا سيحدث في يوم من الأيام ؟
لا يمكن و لن يقع حتى و لو انتظرت 700 سنة أخرى …
هل يظن أحدهم ان الارض سوف تتوقف عن الدوران حتى يحصل على الباكلوريا ؟
هل يظن أحدهم أن الشمس و النهار و الليل و البحر سيتوقف حتى ينجح في الامتحان الوطني ؟
و بعد ذلك يبدأ الكل في حركته المعتادة ؟
صديقي العزيز لا تضحك على نفسك …
العالم دائما يتحرك … سواءا نجحت في الباكلوريا او لا
التلاميذ الذين سيذهبون الى ENSA سيذهبون اليها سواءا حصلت على الباكلوريا او لا.
التلاميذ الذين سيذهبون الى ENCG سيذهبون سواءا حصلت على الباكلوريا او لا.
الخلاصة ؟ —-> يجب عليك أن تجلس مع نفسك و تأخد قرارا جديا
و كما دائما أقول لتلاميذي …
أحسن وقت يجب عليك التفكير في مستقبلك هي في شتنبر 2015
و ثاني أحسن وقت من أجل الاستعداد للباكلوريا هي الأن …
شتنبر ذهب و انتهى …. و لن يعود … و لا يمكنك إرجاعه ….
لكن الان … اليوم …. في هذه الساعة يمكنك أن تتحرك …
الان يمكن أن تتخذ القرار و تذهب الى الامام …
الان عرفت الجواب على السؤال هل تبقى الوقت من أجل المراجعة في الباكلوريا 2016 ؟ …
نعم تبقي الوقت … حتى لو كانت 10 دقائق …
كافية من أجل مراجعة بعد العلاقات و الخاصيات و التلخيصات …..
ربما كنت قاسيا عليك في هذا المقال و لكن كن على يقين أنني أتكلم معك من القلب …. من القلب …
قد لا تعاني أنت / أنتي من هذا المشكل … و لكم أنت / أنتي تعرف أصدقاء يعانون منه …
أرسل لهم هذا المقال من أجل أن يفهموا بعض الاشياء …
فقد تساعدهم من أجل تغيير تفكيرهم …
الدكتور جمال المغاري