قبل الاحباط عليك واجب اخلاقي. واجب اخلاقي عليك أن تضع وراء ذلك الدعاء الحار الى السماء، قدرا محترما من العرق و قليلا منالدموع.
مجهول
بينما أتابع مؤخرا حوارا شيقا للمستثمر الامريكي هوارد ماركس Howard Marks
المشهور (الاستثمار في البورصة بعيد المدى)
اذا به يتكلم بعمق عن فكرة قليل من يتحدث عنها:
ليس ما لا تعرف هو الذي سيغرقك في المشاكل،
بل المشكلة الكبرى هي تلك الافكار الخاطئة التي توقن بها تماما. انها هي ما سوف “يخرج عليك“!!
It is not what you don’t know that will get you in trouble. It is the wrong things you are most certain of, that will.
حكمة توزن بوزنها من الذهب الالماس…
ثم انبرى هوارد يتحدث عن الثقة في الاختيارات في البورصة
و كيف يعتبر هو شخصيا أن أكبر الاخطاء القاتلة لأي استثمار
ال excess of certainty
أو الثقة المفرطة في النفس.
صاحبنا هوارد ليس مبتدأ
انه ميلياردير كبير في بورصة نيويورك
و يسير شركة استثمارية بقيمة 160 مليار دولار
و هو الذي يتكلم عن أحد الاسئلة الاساسية في عمله كل يوم
يقول : كل يوم أذكر نفسي بهذا السؤال
What do I don’t know?
ما هي الاشياء التي لا أعرفها؟
أو ما هي الحقاءق التي تغيب عني الان؟!
كل يوم …
مستثمر آخر كبير راي داليو Ray Dalio سمعته
يعيد نفس التساؤل اليومي بصيغة أخرى:
كيف يمكن أن أكون مخطئا في قراري هذا؟!
شيء غريب …
هذه التسائلات ستسمعها كلما اقتربت من الناجحين
كلما اقتربت من المليونيرات و الابطال العالمين
كلما درست حياتهم
تجدهم دائما منشغلين : ما هي اخطائي التي لا أراها؟!
من يستطيع أن يفضح لي اخطائي؟ فأصلحها.
بينما كلما اقتربت من غر أحمق غبي
وجدته يتكلم بثقة لا غبار عليها:
“ااه باش تراجع باك حر صافي غادي تدير هادي و هادي و هادي و صافي.
بغيتي تجيب 17/20 تبع هاد البرنامج السحري
هاكا درت أنا … “
أليس ستجد الكثيرين يسجلون فيديوات في يوتوب :
هكذا حققت 17,52 في الباكلوريا … اتبع طريقتي لتحصل على ميزة حسن جدا
تخيلي : كل تلميذ معجاز كسول و ما دار والو فحياتو
مستعد باش ينصحك انتي اللي باغا تولي مهندسة كيفاش تراجعي؟!
لا سمح ليا بيبي …
خلي نصيحتك عندك.
لن تسمع ابدا شخصا يقول لك:
“هذا رأيي كذا و كذا … و انا أظن أنني مخطيء!!”
الجوهرة المفقودة …
“هذا رأيي كذا و كذا … و انا أظن أنني مخطيء!!”
هذا فخ لولبي كبير …
عامة الناس و التلاميذ و المترشحين لا تفرق بين
رأي شخصي و بين حقيقة
نعم كل شخص له رأيه … حرية شخصية
لكن عندما تنطلق في مسيرة نجاحك
أنت لا تهتم ابدا لأراء الناس
هذه الأراء لا تساوي بصلة … خامجة متعفنة
لا. أنت تهتم فقط بالحقاءق
بالمباديء الثابتة التي لا تتحرك و لا تتغير
المباديء التي أثبت الزمان نجاعتها
كيف ترسخ الخصاءص في دماغك بعد أن تحفظها
لتثبت حتى الوطني؟!
ما هو الفرق بين الرضى بما قسم الله لك
و بين الطموح لأعلى المراتب في الدنيا و الدين؟
بعضهم مثلا كلما فشل
كلما عجز و لم يعمل و ظهر العيب
يخرج من الدولاب القديم
اعتذار الرضى بقضاء الله و قدره
عرفتي ديك “خدمت و دمرت و لكن مبغاش الله.”
كيلوح الفشل على الله بلا حشمة و لا حياء…
الله مبغاش اولا انت مخدمتيش و عطيت الجهد اللي خاص؟!
لا يا حبيبي
يجب أن تعترف بدون مواربة و خجل : أنا معجاز و أنا السبب. انا معنديش طريقة مقادة.
ثم تصرفق وجهك أمام المرآة مرتين
ثم تبدأ تعمل بقوله تعالى : “سابقوا“.
“و السابقون السابقون أولئك المقربون“
لا يوجد تناقض بين الرضى بقضاء الله و بالطموح لأعلى المراتب
لم يسمك الله خليفة في الأرض عبثا
لتكون في آخر الترتيب و تقصى من المونديال بعد ثلاثة ماتشات
و لم ييسر لك كل هذا العلم و كل هذه التكنلوجيا هباءا
لتضيع في ساعات لعب في هاتف ذكي
ما هي الاشياء التي لا أعرف؟
ما هي الحقاءق الغائبة عني؟!
ابحث عنها
اكتشفها
ثم عدل في خطتك
الباكلوريا خطوة
نجاحك في الحياة خطوات
بالتوفيق
ملاحظة: كلامي بعض المرات قاسح و كيورك على الجرح اللي كينزف
لكن هادشي اللي علمني الله و عرفني
و اعطاني كمهمة توصلوا ليك اليوم.
هذه ليست رسالتي، تعامل معها كرسالة من الله و أنا فقط الفاكتور.
======
لديك مشاكل و انت تُحَضِّر للباك 2023 لنجاح اكبر و افضل؟
تواصل معي في مكالمة مجانية
لاسمع مشكلتك بالتفصيل
و اساعدك في حلها
اظغط هنا لتأخذ موعد
https://baclibre.ma/bookcalldrct/
الدكتور جمال المغاري