الفرق بين الأبطال الملهمين و بين الشخص العادي
هو أن البطل يستمر في الكفاح خمس دقاءق أكثر.
رالف ايميرسون
—
انه عبقري!
الصبر لمدة خمس دقاءق أكثر
الالتزام مدة خمس دقاءق أكثر
الكثيرون يفكرون هذه الايام :
أووه عرفتي مبقاش الحال
و فرضنا كاع بديت و خدمت
راني غالبا منقدرش نجيب النقطة اللي بغيت
علاش منخليش هاد الباك للعام الجاي
و نبدا من الأول ديال العام مركز و ملتزم؟!
==
بعضهم حتى يراسلني يستشير معي
أو نتكلم في الهاتف …
أسأله أوك فكرة مزيانة.
لكن قبل من ننسى …
اشنو كليتي البارح فالغداء؟
أأأ الدجاج ببطاطا
مزيان و اشنو كليت أول البارحة في الغذاء؟
……… الطاجين بالحوت
و اشنو كليتي النهار اللي قبل منو فالغذاء؟
أوووه ….
و أشنو كليتي النهار اللي قبل منو؟!
….
استمر في سؤاله للسبعة أيام الماضية
لم يستطع احد حتى الآن أن يجيبني عن السبع أسئلة!!
لا أحد.
الان من لا يستطيع تذكر سبعة ايام،
هل يستطيع تذكر وعوده بعد ستة أشهر؟!
هل يستطيع تذكر مشاعره الفوارة المحفزة اليوم بعد خمسة أشهر؟!
لا بالطبع.
افهمني جيدا …
الحياة تقوم باختبارك كل يوم
انها تختبر صبرك
انها تختبر التزامك بتحقيق كلية الطب
انها تمتحن بعنف كلمتك التي قلتها
انها مثل ألغوريتم تيك توك في هاتفك
بين الفينة و الأخرى …
يظهر لك فتاة شهبة قوقة لابسة من غير هدوم
بعنوان فضيحة الممثلة التركية فلانة تعربد في بار في لبنان…
شاهد قبل الحذف!
يختبرك!
هل انت هنا لتراجع الرياضيات أم يمكنه اللعب بك كما يريد؟!
انه يظهر لك فيديو كسيدة خايبة وقعت البارحة في مدينتك
أو يظهر لك تسجيل مغني مشهور و أصدقاءه
في جلسة حميمية بالشيشا و الطاسة
أو تصادف آخر روتينها اليومي و كيف تنتقم من حماتها المتسلطة…
اللوغاريتم تيك توك يختبرك..
ان وقعت في الفخ و قلت نعم
سيرسل عليك تسونامي من مثل هته الفيديوات الرخيصة المبتذلة
ستغرق فيها
الابطال يقولون لا!
لدي هدف و لدي مهمة. هذه السنة.
هذا الشهر.
هذا اليوم لدي مهمة.
يجب أن أنهيها اليوم.
جزء كبير من المترشحين يعيشون دوامة التردد
بين الاختيارين
هيييه…
أنت لست وحيدا…
أرنولد شوازينغر كان في مكانك يوما ما
لقد كان ينافس على لقب ميستر أولمبيا العالمي
أكبر لقب كمال أجسام في العالم
بعد العديد من الاقصائيات في أوربا، جاءت النهاية
الدور النهائي في أمريكا…
استعد أرنولد شوارزينغر بأقصى قوته …
======
للمترشحين الاحرار او التلاميذ المتمدرسين
الذين يحضرون الباك
بالعربية أو 2024 BIOF
أو 2025
لم يفت الوقت بعد!
باستعمال البرنامج السريع لباب الباك، يمكننك أن تنتهي من الرياضيات و الفيزيائية في 45 يوما فقط … و تأخذ نقطة جيدة في الوطني، و تبرهن للجميع على قدراتك.
مهما كان مستواك السابق و مهما نسيت الدروس و الخصاءص
بأذكى طرق متوفرة و أقل جهد ممكن
======
ارنولد تمرن له بانتظام فوق سبع سنوات
و كان يقوم بالريجيم القاسي لمدة شهور قبل المباراة الختامية
ثم ايام قليلة قبل المباراة النهائية يتوفى والده في البلاد … في بلده الاصلي
في النمسا
يتقطع قلب ارنولد بين الأمرين:
هل يأخذ اقرب طائرة
يحضر جنازة ابيه في مسقط رأسه مع أمه و أخواته
ليلقي النظرة الأخيرة على أبيه؟
أم يبقى في أمريكا ليجتاز مباراة ميستر أولمبيا ؟؟
هل ترى الاختبار الحقيقي…
كأنني احس بقلبه يتقطع،
أمه ستقول أنت مسخوط الوالدين
و قد تنكره أسرته للأبد
و حبه العميق لوالده (بطله المفضل) يخنق تفكيره
ماذا فعل ارنولد؟
كلم أمه في الهاتف، و قال لها و هو يبكي و يتعثر ألما:
أمي، أنا أعرف حق اليقين،
أنني لو سألت روح ابي اليوم، لنصحتني بدون تردد
أن أجتاز مباراة ميستر أولمبيا.
لطالما شجعني أبي حيا، و لطالما سيشجعني ميتا.
سلمي لي على الجميع.
سوف أتي بعد اسبوع باللقب الذهبي لمستر أولمبيا
و هكذا فعل ارنولد …
و لولا ذلك القرار لما عرفنا بطل الربوتات تيرميناتور Terminator
و لا حاكم ولاية كاليفورنيا الرائع
و البطل كمال الأجسام الذي لا يقهر.
هذا كان امتحان الباك للأسطورة أرنولد شوارزينكر…
اليوم في قرارك الحاسم
ستعرف نفسك فعلا
ستعرف فعلا إن كنت شخصا عاديا
تطويه الظروف طيا
أي مشكلة، أي تمرين صعب يدمره تدميرا
أي تحد بسيط يهزمه بسهولة
أم ستعرف أنك فعلا من الخمسة في المئة
من طينة الابطال
الذين يصبرون خمسة دقاءق أكثر
تذكر دائما لولا أن أمك صبرت خمس دقاءق أكثر
على ألم الولادة لكنت ميتا الآن!!
نعم هي أصعب خمس دقاءق في الوجود
و هي أسهل خمس دقاءق في الوجود
إن عرفت هدفك
و عقدت عزمك
لم يبق الا القليل جدا…
خمس دقاءق على الوطني …
وريني حنة ايديك.
بالتوفيق
اليوم مراسيم الدفن انتهت منذ عقود
و جفت جميع الدموع
بل ونسيه الجميع تقريبا
و عظامه بليت و اصبحت ترابا…
لكن…
هانحن ذكرناه
الله يرحموا و يوسع عليه ترك لنا اسطورة تلهم الكثيرين
و لا اشك ابدا أن روح أب أرنولد تحرسه و تشجعه و تعينه حتى اليوم